28 نوفمبر 2007

ثريا وعناقيد العنب........

في مستقر مكين الأمر مختلف. ثريا التي أهديتها عناقيد العنب لتزين بها صدرها، عصرتها خمراً، ويا ليتها لم تفعل، كعادتها كل صباح تطمئن، أجيبها بثبات يخفي قلقاً: كل شيء على ما يرام ثريا لا تصدق قولي. ثريا محقة. تطالبني بكل حروف التوكيد وكل أيمان الجاهلية. لعمرك يا ثريا ليس في القلب سواك
عندما عادت أصداء الفكرة تلتهم مخيلتي، رأيت طيورا تفر فزعة من أوكارها، بكل طاقتي حاولت أن أنسلخ من جسدي المثقل، عانقت روحي وتشبثت وعزمت، هنا تشرذمت أصداء الفكرة واتكأت على عصاها تفتش في الوجوه عن وجه آخر تلتهمه كان ذلك قبل أن تهاتفني . ثريا تهاتفني ليلا. بعد لحظات كنت هناك. قالت: تأخرت قلت: ليكن الجسد بيننا قالت: ليكن ما يكون
عادت تلتهم الفكرة مخيلتي من جديد. لكني أقسمت أن ابتعد
صديقي الذي يتراقص من الذكر طربا، منشدا "مولانا مولانا مولانا سيدنا الحسين ، مولانا مولانا مولانا سدنا الحسن، ستنا السيده زينب" أخبرني : أن في هذا المستقر الأمر مختلف
قال أيضا: ألم يحن الوقت بعد؟
عندما نفد البنزين من سيارتي تأخرت كثيرا عليها، كانت تنتظر ، في لهفة منها احتضنتني. ابتعدت
قالت: لقد تغيرت كثيرا
قلت: فلتكن الروح بيننا
قالت: لعنك الله، أردفت وليكن ما يكون
في ظلمة الليل المرعب كان الموكب رهيبا، ممسكا انا بذراع صديقي متشبثاً بها. دفن مولانا. صحت في الجمع مولانا لم يمت. كبر الجمع. مولنا لم يمت. عدت. كانت هناك. انفجرت باكيا
ثريا قالت: لتكن الروح والجسد
صرخت مولانا حي لم يمت
ثريا التي لم تتحمل أن تراني هكذا، قطفت عنقوداً آخر من العنب.
. وكان الخمر وكان الجسد

21 نوفمبر 2007

لماذا الحزن يا سارة


أبت ذات الوشاح الأسود إلا البكاء الدائم، حين كانت تمسح الحزن بكفها الرقيق، كان قلبي ينخلع .
لم أكن اعرف عنها شيئاً، حين قالت أمي : عروسة بنت ناس كويسين ، إياك تفرط فيها ،ابتسمت كعادتي، فالسباقات الطيبات كن كذلك، ولم تفلح واحدة منهن في أن تجذبني إليها، لكن سارة كانت مختلفة، اقسم أنها كانت مختلفة، فذاك الحزن العميق البادي على وجها الملائكي يذيب القلب رقة، وتود لو طوقتها بقلبك، ولو احتضنتها بعينيك، في أول لقاء قلت: لم تبهرني فتاة من قبل. صمتت طويلا ثم ابتسمت وقالت : لعلك لم تبهرهن أيضاً، ولما بدا على وجهي شبه غضب مكظوم قالت في رقة : البادي أظلم.
ويوم وضعت طفلنا الأول أحمد كاد عقلي يطير من الفرحة ، ويوم مات بكت سارة ودام الأنين شهورا وشهورا، ويوم رزقنا بنور أصرت أمي أن تعلق على صدرها حجابا نزعته عنها سارة وضمتها وراحت تبكي احمد . أمي قالت: مراتك غاوية نكد. لكن يوم ماتت نور انفجرت أمي في البكاء، وراحت سارة في غيبوبة حزن دائم.
في اللقاء الثاني : تأكد لي أن الروح التي سرت داخلي كانت حقيقية،فقلت : لكني انبهرت حين رأيتك . وتم الزواج.
أمي قالت:سارة ممسوسة لذلك دائمة الحزن ولا يعيش لها طفل . قالت ذلك حين مات طفلنا الثالث، ولم تذرف أمي دمعة وقتها . اعلم أنها كانت حزينة اعلم أني أصبت بتبلد من هول الصدمة . بعد ذلك أبت سارة أن تنجب أبت حتى أن أمسها نعم حدث ذلك ، وقالت أمي : نادية عروسة مناسبة . وقال الطبيب : إن أي صدمة أخرى لسارة تعني الموت . وقالت أمي إذا هددها فقط علها تستجيب ، ويوم أن احتضنتها ذابت داخلي ثم صرخت ودفعتني بقوة : وبكت نعم بكت ورحت امسح الحزن عن عينيها لكنها أبت إلا البكاء الدائم . والغريب أني لم أسألها يوما عن سر حزنها العميق منذ البداية لكن الشيخ قال لي: إذا انكشف السر فلن تنجذب، وإذا لم تنجذب فلن تنبهر، وإذا لم تنبهر لن تتزوج سارة، وإذا لم تتزوج سارة فلن تنجب طفلاً وطفله وطفلاً وطفلة ثم يموتوا . . وصحوت صارخاً: لقد قال وطفلة يا سارة ، أقسم لقد عدهم أربعة، فقالت باكية وقال أيضاً:ثم يموتوا .

14 نوفمبر 2007

رسالة الى السيد الرئيس

سعادة الرئيس / محمد حسني مبارك المحترم الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أتوجه بشكري وامتناني لكم أن سمحتم لخاطري أن يخطر بخاطره هذه الخاطرة، وأطلب من سيادتكم الأمن والأمان
والسلامة والسلام في النفس والأهل والمال والولد .
سيدي الرئيس باسمي وباسم شعب مصر المغلوب على أمره ، المقهور في وطنه، أرسل لكم تلك الرسالة التي فيها من الخير الكثير لكم، وما تتفضل به من فيض كرمكم علينا، ولتسمح لي سيادتكم أن تمنحني حق عقد اتفاق معكم، وطالما عهدتك فارسا نبيلاً، لا تقتل الرسل، ولأن العقد شريعة المتعاقدين كما تعرفون، فإليك البنود ولنتفاوض سيدي فيما لا يرضيك، ونسأل الله لك طول العمر ووافر الصحة وراحة البال.
(المادة الأولى)
· الملكية لك ولأسرتك من بعدك إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها.
(المادة الثانية)
.يحق لك ولمن يخلفك أطال الله في عمرك، نهب جميع خيرات البلاد بلا استثناء دون تأفف أو تذمر أو اعتراض منا.
( المادة الثالثة)
. نطلب من سيادتكم أن تتكرموا علينا مقابل ذلك برفع أيدي الزبانية عنا
(المادة الرابعة)
. نعاقب إذا خالفنا هذا الاتفاق بالشنق والصعق والذبح
طرف أول طرف ثاني

شعبكم المخلص دائما شعب مصر

7 نوفمبر 2007

درب على نحو آخر


المشكلة تكمن في القواعد اللغوية المضللة ، التي تضع ستارا على الحقيقة ، لذلك سأضرب لكم مثلاً يزيل اللبس في المقصود، حين سألت المدرسة الطالب الذي يتضور جوعاً أن يعرب ما بين القوسين
أكل ( الطفل التفاحة) أجاب الطالب:
الطفل: آكل وعلامة أكله المضغ
التفاحة : مأكول وعلامة أكلها البلع

وقت ذاك لم تندهش المدرسة الشابة على الوجه المفترض ، بل اثنت على الطالب ، وطالبت زملاءه أن يصفقوا له تصفيقاً حاداً.
وقت ذاك أيضاً تشجعت الطالبة نرجس وتساءلت وما إعراب: أحبت نرجس أحمد
تضاربت الإجابات ، واختلفت الرؤى، لكن تلك المدرسة الشابة ، حاولت أن تقرب الوجهات بأن قالت: الأمر يختلف من مجتمع إلى مجتمع ،ولأن النحو منطق عربي ، فأحمد هنا فاعل ونرجس مفعول به ، فقالت نرجس: وماذا لو كان الحب في مجتمع آخر ؟ فأجابت : ربما يكون كلاهما فاعل ومفعول به في ذات الوقت
وقت ذاك أيضاً أيضاً قام أحمد معترضاً وقال: في المثال الأول كان الطفل آكلاً لا فاعلاً ، والتفاحة مأكول لا مفعول به. وفي المثال الثاني كان احمد فاعلاً ونرجس مفعول بها، واني لا اعترض على كونها مفعولا بها، وقت أنها في النحو المضلل، وفي قواعد اللغة الخادعة فاعلاً في هذه العبارة . تبسمت المدرسة الشابة وقالت وما وجه اعتراضك إذن ...؟
قال أحمد بثبات : لماذا صرحت بواقع الأكل والمأكول في المثال الأول، وكنيتي بفاعل ومفعول في المثال الثاني ؟
أجابت المدرسة في ثقة : لأترك لخيالك الخصب أن يتصور ،وان حصرت الإجابة، فقلت: وعلامة حبه التقبيل ، لعلك تقول : لا بل هو أكثر من التقبيل ، أو لعلك تقول : بل هو أقل
وقت ذاك أيضاً أيضأ أيضاً ، لم يستسغ ثائر الأمثلة، متهماً كتب الوزارة والمدرسة الشابة بالتمويه، والبعد عن الأمثلة السياسية : فأراد أن يحرجها فرفع يده طالباً الحديث، فأشارت إليه أن تفضل : فقال وما إعراب: ورث الابن أباه ...؟
وحين هم أحدهم أن يعربه إعراباً دينياً شرعياً، ثارت ثورة ثائر الذي تعمدت المدرسة الشابة أن تتركه في ثورته حينا من الدهر، لا لأنه سأل؛ بل لفراستها أنه أراد أن يوقعها في مأزق ، وحين لم تشف جميع الإجابات صدر ثائر، رفع يده ثانية ، وطالب المدرسة الشابة أن تجب هي عن السؤال ، فأجابت : الابن : فاعل وعلامة رفعه الضمة
أباه: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة
وقت ذاك أيضاً أيضأ أيضأ أيضأ، أربعة أيضاً _ وذلك لأن العدد من ثلاثة لعشرة يخالف المعدود وأيضاً مذكر فنؤنث أربعة_ وقت ذاك ولا داعي لتكرار أيضا كي لا يشعر القارئ بالملل ، قال ثائر : كلمة سوقيه أجبرنا على ذكرها ،عملا بالمقولة المشهورة : " ناقل السوقية ليس بسوقي" : قال : "أحة"
هنا طربت المدرسة الشابة و كادت أن تقبله، وصرخت قائلة : ها أنت قد أجبت، الإجابة النموذجية ، فضج الصف بالتصفيق والرقص، وذلك حين قفزت نرجس فوق التختة لتتلوى بجسدها الممشوق في مجون ، مما جعلت الجميع لا يداخله ولا يساوره أدنى شك أن المدرسة الشابة قد خدعتهم جميعا وقت أن قالت : أن نرجس مفعول به، هنا وهنا فقط استيقن الجمع بصدق قواعد اللغة العربية

4 نوفمبر 2007

ايها الشيخ انك تثير استفزازي....



أين تلك الأصوات الناعقة من قضايا الإنسان ؟!! أين هم من حماية كرامته وحريته ؟ ذلك أن أصواتهم بحت في الفضائيات في قضايا الحيض والنفاس والسحر والرقية والأعمال.. لماذا لا يصرخون في وجه سلطان جائر ؟ هل لا يرون الفقر والجوع والفساد والبطالة والرشوة والنهب. إذا كنت خائفاً سيدي الشيخ وتسير على مقولة " من خاف سلم" فاسمع فتواي واستفد : عليك بالصمّم والبكم في جميع القضايا فهما لك شفاء من كل داء إلا السام . إذا لم تشغلك قضايا مثل حرية الإنسان وصون كرامته، ألا يعذب وتنتهك حرمته ، ورحت تمسك بتلابيب الشكل وتصرخ وتلعن وتكفر، وكأن الإنسان الذي هو الغاية انقلب فأصبح حارساً ووسيلة للشكل، أيهما أهم اخبرني بالله عليك قضية الملبس ؟ أم قضية الجوع المتفشي والأمراض المسيطرة والفساد الذي يزكم الأنوف ... ؟ أيهما أهم أن يشعر الفرد بكيانه وبأنه إنسان كرمه الله على كثير مما خلق ؟ فيبدع وينتج ويتأمل .. أم أن يشتري التليفون الإسلامي والرنة الإسلامية وأن يسارع فيتصل ليكسب حجا وعمرة....
أيها الشيخ كفاك صراخاً أرجوك ، ونم قرير العين، ودع الناس في غلبهم ، ولا تأججهم وتشغلهم عن همومهم . أرجوك لا أريد أن أراك اليوم على شاشة التلفاز . فإنك تثير استفزازي .