لم تكن لتخدعني حبيبتي، هناك سر لا اعرفه، هكذا قال لي دامعاً، ربما هو محق، وربما هي محاولة أخيرة للتماسك، كان يقول لي أنه يرى ان عبارة ديكارت "أنا اشك إذا انا موجود" عبارة كاذبة، فارغة المضمون
كان جمال علي يهمس لها قائلاً: أنا أحبك إذاً أنا موجود، وكانت تضحك متهمه اياه بالجنون، بينما يتمنى قلبها لو ازداد جنونه جنوناً فوق الجنون، قال انها هاتفته بالأمس وأخبرته أن كل شيء انتهى، ولم تمهله ان يعرف المزيد
طلب مني أن اغلق التلفاز، وأن أنتبه لحديثه، كانت مبارة الأهلي والزمالك ، وكان من المستحيل أن أستجيب لطلبه، كان يعلم هذا ، ومع ذلك اتهمني أني صخرة، وحين قفزت لاعناً من أهدر الفرصة التي كانت قاب قوسين أو أدنى ، اصابه الفزع ، وقال في سذاجة بريئة لا تتناسب مع طالب متفوق في سنة ثالثة آداب قسم فلسفة، انه سمع الشيخ يقول: ان الحب ليس حراماً ، وأن الأعمال بالنيات، بل ان القبلة من اللمم ، وان الحسنات يذهبن السيئات ، نظرت اليه بمعشار ذهن وقلت : بعد المبارة نتكلم
وبمجرد ان اطلق الحكم صافرته تاركاً له الفرصة ان يتكلم، أغلق التلفاز، وقال : "أنا اتصلت بيها يجي عشرين مرة ومبتردش ومغلق وخارج نطاق الخدمه، أعمل ايه بس ، أعمل ايه"
قلت بحزم : لا تفعل شيئاً، وانتظر، ولأنه كان يراني صخرة متحركة على قدمين، لا أرى في الفتاة إلا عينين وشفتين ونهدين وفخذين، حدق في للحظات ، وقال: الغلط غلطي أنا، كان علي ان أحدث انساناً له قلب، حاولت أن اشرح له بصبر لا يتناسب مطلقاً ورد فعل صخرة هُزم فريقها للتو، لكنه لم يمهلني وانطلق
بعد تلك الواقعة بأسبوع تقريباً، طرق أذنه النبأ العظيم، كنا في كافتريا الجامعة حين قالت هدى بخبث موجه: "عرفتم مش نهال اتخطبت لمحمود ناصر المعيد"
منذ ذلك الحين وأنا اسمعه يردد أن ديكارت كان عبقرياً
قلت بحزم : لا تفعل شيئاً، وانتظر، ولأنه كان يراني صخرة متحركة على قدمين، لا أرى في الفتاة إلا عينين وشفتين ونهدين وفخذين، حدق في للحظات ، وقال: الغلط غلطي أنا، كان علي ان أحدث انساناً له قلب، حاولت أن اشرح له بصبر لا يتناسب مطلقاً ورد فعل صخرة هُزم فريقها للتو، لكنه لم يمهلني وانطلق
بعد تلك الواقعة بأسبوع تقريباً، طرق أذنه النبأ العظيم، كنا في كافتريا الجامعة حين قالت هدى بخبث موجه: "عرفتم مش نهال اتخطبت لمحمود ناصر المعيد"
منذ ذلك الحين وأنا اسمعه يردد أن ديكارت كان عبقرياً
لكني لا أستطيع أن انسى انه بعدما صار معيداً في الجامعة، وكنت أنا كما انا معيداً لسنة رابعة، والبون شاسع بين هذه وتلك، لا انسى حين اخبرته ان سلوى التي خطبها، يحبها طالب في سنة ثانية كلية ، وأن الجميع يتحدث بهذا، تبسم في تكلف أكاديمي بحت وقال وكأنه يلقي شعراً : ما بال الصخرة قد رقّت ،ثم نظر الى الساعة المعلقة نظرة المتعجل،ولساعة يده في حركة آلية وكأنه يتأكد من الوقت بالوقت، وقال كمن اكتشف نظرية جديدة، بينما يمسك بحقيبته مذعناً بالانصراف: لو تركتها له لأصبح عاشقاً تافهاً، ولو تركها لي لأصبح أستاذاً مرموقاً، انظر، أنا اقدم له خدمه جلية
ثم انصرف