الذي سافر بعيدا . أبعد من الأفق . حل به التعب . قال : الدهر . قال : التراب . بكى قال : العدم أمسك بجذع شجرة . سقط . قال : الألم . الذي حل
به التعب كان عظيما . ابتعد حيث لا أراه . صوت ذو شجن أخبرني أنه راحل إلى الأبد
___________
ربنا يعوض عليك يا عم محمد
قال باكياً وهو يلملم الزمان المبعثر حوله بحسرة وأسى : تعيش يبني
عم محمد الساعاتي، صاحب الدكانة الصغيرة لتصليح الساعات والتي بالكاد تستوعب أدوات التصليح، رجل رائع وديع، لم تكن تفارقه الابتسامة، وهو الذي طحنته الأيام طحناً
عم محمد الساعاتي وهب ساقه اليمنى للوطن، في حرب الاستنزاف، واتكأ على عصى،كنا نتآمر عليها في الصغر فنخطفها لنضحك، فكان يضحك قائلاً: "اليهود أخدوا رجلي هستخسر فيكم العصاية" ، ثم يصرخ منادياً: العصاية يا ولاد الكلب، فقط كي يضاحكنا ولا يحرمنا حلاوة المؤامرة
عم محمد ذاك الرجل الذي تخطى السبعين ببضع سنين، كان إذا ضحك ضحكت قلوبنا نحن الشباب الملتف حوله يسمع من حكاياته حكايات
حبيت في شبابك يا عم محمد
يااااااه يبني، ويسعل ضاحكاً بفم خال الا من سنة فضية قص علينا حكايتها مراراً ويقول: تصدقوا يا ولاد ان أول بنت حبتها كانت بنت يهودية
وحين يلاحظ الدهشه على الوجوه ، ويلاحظ أن أبصارنا اتجهت صوب الساق المبتورة، يضحك بفرحة طفل ، ويتمهل في الحكي كمل يا عم محمد ازاي دا حصل
كانت بنت صاحب المحل اللي كنت بشتغل عنده زمان أوي، بنت ميخائيل جاكوب السعاتي، دا كان اشهر سعاتي في البلد كلها ، الشارع دا كان اسمه في الاساس شارع يعقوب الساعاتي، وتغير بعد العدوان الثلاثي لشارع الساعاتي ، كنت لسه صغير يا ولاد ، بس والله يا ولاد جاكوب دا كان راجل طيب، رغم انه يهودي ابن كلب، حين يقول عم محمد ذلك نضحك جميعاً من مفارقة التناقض
عم محمد الذي سب اليهودي جاكوب، لم يكن يحمل ضغائن من ذلك النوع ابداً
لم أكن تجاوزت السادسة من عمري حين تشبثت ممسكاً بالساعة باكياً لوالدي: وحياة العدرا يا بابا تشتريلي الساعة دي، حاول والدي باللين ان ينحيني عن رغبتي ، وأن يشرح لي أن هذه الساعة ليست للبيع ، هذه ساعة زبون، ولما استيأس مني ، ولم يجد مني استجابة،لطمني لطمة على وجهي فوقعت، فضمني عم محمد الى صدره معاتباً والدي في رقة، ثم أهداني ساعة بعقارب، وأقسم ألا يأخذ مقابلاً ، وكنت من حين لآخر أذهب له فيعلمني كيف أتعرف على الوقت، عم محمد قال لي يوماً: حين بدأ الشد والجذب اللاهوتي بيني وبين اقراني المسلمين : يا مينا يا بني كلنا عيال الله
عم محمد الذي لم تكن تفارقة الابتسامة ، دكت شرطة المرافق كوخه الصغير ، فتبعثر الوقت في أرجاء المكان
ولسه بتحبها يا عم محمد
يضحك بقلب شفاف شجي، يا بني اذا توقفت بطارية الساعة في ايدك ، اياك تفكر ان الزمن قد توقف
عم محمد الذي لم تشفع له تضحياته، ولم يشفع له الكبر، ترك الدنيا ورحل، نعم تركها ورحل، نعم تركها ورحل
قال باكياً وهو يلملم الزمان المبعثر حوله بحسرة وأسى : تعيش يبني
عم محمد الساعاتي، صاحب الدكانة الصغيرة لتصليح الساعات والتي بالكاد تستوعب أدوات التصليح، رجل رائع وديع، لم تكن تفارقه الابتسامة، وهو الذي طحنته الأيام طحناً
عم محمد الساعاتي وهب ساقه اليمنى للوطن، في حرب الاستنزاف، واتكأ على عصى،كنا نتآمر عليها في الصغر فنخطفها لنضحك، فكان يضحك قائلاً: "اليهود أخدوا رجلي هستخسر فيكم العصاية" ، ثم يصرخ منادياً: العصاية يا ولاد الكلب، فقط كي يضاحكنا ولا يحرمنا حلاوة المؤامرة
عم محمد ذاك الرجل الذي تخطى السبعين ببضع سنين، كان إذا ضحك ضحكت قلوبنا نحن الشباب الملتف حوله يسمع من حكاياته حكايات
حبيت في شبابك يا عم محمد
يااااااه يبني، ويسعل ضاحكاً بفم خال الا من سنة فضية قص علينا حكايتها مراراً ويقول: تصدقوا يا ولاد ان أول بنت حبتها كانت بنت يهودية
وحين يلاحظ الدهشه على الوجوه ، ويلاحظ أن أبصارنا اتجهت صوب الساق المبتورة، يضحك بفرحة طفل ، ويتمهل في الحكي كمل يا عم محمد ازاي دا حصل
كانت بنت صاحب المحل اللي كنت بشتغل عنده زمان أوي، بنت ميخائيل جاكوب السعاتي، دا كان اشهر سعاتي في البلد كلها ، الشارع دا كان اسمه في الاساس شارع يعقوب الساعاتي، وتغير بعد العدوان الثلاثي لشارع الساعاتي ، كنت لسه صغير يا ولاد ، بس والله يا ولاد جاكوب دا كان راجل طيب، رغم انه يهودي ابن كلب، حين يقول عم محمد ذلك نضحك جميعاً من مفارقة التناقض
عم محمد الذي سب اليهودي جاكوب، لم يكن يحمل ضغائن من ذلك النوع ابداً
لم أكن تجاوزت السادسة من عمري حين تشبثت ممسكاً بالساعة باكياً لوالدي: وحياة العدرا يا بابا تشتريلي الساعة دي، حاول والدي باللين ان ينحيني عن رغبتي ، وأن يشرح لي أن هذه الساعة ليست للبيع ، هذه ساعة زبون، ولما استيأس مني ، ولم يجد مني استجابة،لطمني لطمة على وجهي فوقعت، فضمني عم محمد الى صدره معاتباً والدي في رقة، ثم أهداني ساعة بعقارب، وأقسم ألا يأخذ مقابلاً ، وكنت من حين لآخر أذهب له فيعلمني كيف أتعرف على الوقت، عم محمد قال لي يوماً: حين بدأ الشد والجذب اللاهوتي بيني وبين اقراني المسلمين : يا مينا يا بني كلنا عيال الله
عم محمد الذي لم تكن تفارقة الابتسامة ، دكت شرطة المرافق كوخه الصغير ، فتبعثر الوقت في أرجاء المكان
ولسه بتحبها يا عم محمد
يضحك بقلب شفاف شجي، يا بني اذا توقفت بطارية الساعة في ايدك ، اياك تفكر ان الزمن قد توقف
عم محمد الذي لم تشفع له تضحياته، ولم يشفع له الكبر، ترك الدنيا ورحل، نعم تركها ورحل، نعم تركها ورحل
هناك 44 تعليقًا:
ذكرني عم محمد السعاتي بقبيلته
قبيلة عم محمد السعاتي
تنقرض
تختفي في هدوء
تتركنا فريسة لبقية القبائل الدمويه
_________________
تسلم ايدك
مش هقولك اكتر من اني شميت ريحة السويس وانا بقرأ..
كالعادة يا أسامة
مركز وجميل
أول زياره ليا هنا
عجبني أوي اسلوبك في الكتابة وخصوصا التفاصيل سهلة الفهم ولكن عميقه في مضمونها
اسمحلي اكون من رواد مدونتك واكيد هاجي تاني ان شاء الله
مش عارف ليه عم محمد طلع سعاتي و بالذات سعاتي... من اصحاب الزمن يعني.... تفتكر صدفة؟
.....
"اليهود أخدوا رجلي هستخسر فيكم العصاية"
احنا اللي سعات كتير ما بناخدش بالنا من نفسنا و احنا بنحرمها من الحياة، من الحلم، من عم محمد
فليرحم الله الضحايا ماتوا و لم يعلموا
و لتبقى ذكرى الراحلين فالعمر وحيد.. فلتبقى ذكرى الراحلين
سلامي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة جميلة جدًا نشتم فيها عبق الماضي وقسوة الحاضر
عبق التضحية والوفاء والحب
وقسوة نكران الجميل وانكار الحق لأهله
رحم الله عم محمد
وكل من على شاكلته
ضحى وحب وكن الوفاء لأخر لحظات حياته
تحياتي
عم محمد السعاتى وذلك الزمن الجميل
الذى يعيش فيه المسيحى بجوار ليهودى وفى المنتصف المسلم يتبادلون التهانى فى الاعياد والمناسبات ولا تميزهم عن بعض الا فى دور العبادة
حقا كلنا اولاد الله
رحم الله عمى محمد السعاتى ورحم زمانه الذى ولى ومضى
تحياتى
عم محمد هو الحنين الى زمن مضى نظنه جمبلا صياغتك محكمة وسعدت بالتعرف على مدونتك وادعوك لزيارتى
تحياتى
طب مهو لازم
الله يرحمه ويرحم جميع اموتى
يا بني اذا توقفت بطارية الساعة في ايدك ، اياك تفكر ان الزمن قد توقف
حكمه جميله
الوقت حقا لا يتوقف ولكن احساسنا بمروره هو الذى يختلف تارة نشعر بمروره السريع واخرى بمدى ثقل مروره
تحياتى لقلم اثار شجن فى نفسى وحسرة على ضياع هذه القيم
من امثال عم محمد
كتابة رائعة ,, من انسان موهوب
وقصة مليئة بشجن يجف من زماننا
تحياتى
وانا بقرا البوسط
شغلت موسيقي تصوريه
يتاعه وسط البلد عم مينا وشيخ امين
تحياتي لاسلوبك
واذا كان عم محمد مات
فولاده محمود واحمد عايشين ما انفرضش ولاحاجه
واللي خلف ما ماتش
نحياتي
قصه مؤثره باسلوب بديع جدا فى سطور
قصيره معانى عميقه تضحيه من اجل الوطن
تآخى بين الأديان وللأسف اللى زى عم محمد
كان المفروض يكونوا فى وضع القمه فى ايه
اكتر من تقديم اغلى مايملكون من اجل الوطن
وتكون النتيجه اننا بنضيع دمهم هدر
رحم الله عم محمد ومن على شاكلته ويارب
يكونوا فى الجنه وجميل منك ان تكتب
عن هذا النموذج الجميل الذى نفتقده الان
تسلم ايدك وربنا يوفقك
خالص تحياتى
بوست رائع مليان مشاعر
تسلم ايديك
العزيز اسامة
شتان الفارق بين "محمد محمود العدوي/أفندم" وبين هذه الرائعة البديعة!!!! 0 من غير زعل طبعا !!!!!!0 ورائع هذا التلاحم الديني والإنساني في أرجاء النص، سوى أرجاءه الزمنية أو المكانية !!!!! وجميل أن يعيش كل إنسان ويعمل لما يراه صحيحا من وجهة نظره، ولكنه يعيش في نفس الوقت أيضا للآخرين !!!!! 0 فكرة بسيطة ولكن عبقرية، وربطها بالرمز الزمني ربط عبقري هو الآخر. تسلم ايدك أيها المبدع الجميل!!!!! 0
عميق تحيتي وخالص مودتي
أنونيمس
تسعدني تعلقياتكم ومداخلتكم الكريمة...
لا حرمنا الله منها...
دمت بكل ود...
خالص تحياتي
صبري سراج
احمد الله ان نال العمل استحسانكم...
ولا حرمنا الله من دوام التواصل...
دمت بكل ود...
خالص تحياتي
asmaayassin
اسعدني تواجدكم الكريم... وتعليقكم الندي...
دمتم بكل ود...
خالص تحياتي
شادي أصلان
لا حرمنا الله من تكرار الزيارة...
سعدت بتفاعلكم العطر ....
وسرني جدا زيارتكم الكريمة..,.
دمتم بكل ود..
خالص تحياتي
M.R
ما اروع تعليقكم وتفاعلكم الندي....
لا حرمنا الله من دوام الزيارة
دمتم بكل ود...
خالص تحياتي
جيهان علي
شكرا على اطرائكم الكريم...
وتفاعلكم العطر...
واحمد الله ان نال العمل استحسانكم...
دمتم بكل ود
خالص تحياتي
Desert cat
اشكركم على هذا التفاعل وفهم روح النص..
دمتم بكل ود...
خالص تحياتي
احمد ابوالعلا
شكرا على اطرائكم الكريم..
وتفاعلكم الندي...
لا حرمنا الله من تكرار الزيارة...
دمتم بكل ود..
خالص تحياتي
العزيز اسامه
كم ابتهج لومضاتك
هل فكرت فى النشر الورقى ياأسامه
ياريت تجمع مجموعه وتحاول تنشرها
يوما بعد يوم ومره بعد مره
اكتشف ابعادا انسانيه رحبه وعذوبه فنيه
تحياتى
وأنا اتفق مع الدكتور في طلبه هذا.
تحياتي لكما سويا
اخى الكريم
ان اتزحزح عن البداية بالذات وجدت هذا صعبا جدا !! لقد كررت قراءة بداية الموضوع واصابتنى حيرة لذيذة تستدعى التفكير وإعمال مستويات كادت تندثر من عقلى !! صدقنى استاذى لا ابلغ ذلك المذاق الصوفى للكتابة كان مركزا جدا فى المقدمة الشجية التى اعدت الروح لاستقبال بهاء بقية النص الاكثر شجنا من كل مرة
اعجبتنى ملاحظة الدكتور ضياء الجميلة عن تضفيرك لاختلاف الاديان بشكل ساحر جميل انضم الى قافلة المعجبين العريضة التى تكونها على مر الوقت مطالبين بأن تأخذ كتاباتك منحى النشر استاذى
تلك الجملة الاكثر من رائعة مست روحى استاذى :دكت شرطة المرافق كوخه الصغير ، فتبعثر الوقت في أرجاء المكان
لا اعرف السبب لكنها اعادت طرح تساؤلات قديمة داخلى عن ارتباطنا بالمكان وارتباط المكان بالوقت
دمت مبدعا رائعا
هدى
رجل جميل بسيط
مثل كثير من الاشخاص الطيبين الذين لا نقدر الا على تقديرهم وحبهم
استمتعت به حقاً
دمتم بكل ود
هانى يس
محمد عبد الغفار
ههههههههههههههه
اكيد لازم بس مش شرط يكون دا السبب...
دمت بكل ود...
خالص تحياتي
R.R
بل التحية لك والشكر لك على عمق فهمك للنص ، وتعليقكم الكريم...
لا حرمنا الله من دوام الزيارة...
خالص تحياتي
عمرو (مواطن مصرى
شكرا على اطرائكم الكريم ، وتفاعلكم الندي...
دمتم بكل ود..
خالص تحياتي
mayada
اسعدني جدا انكم عايشتم النص وان لاقى العمل استحسانكم...
دمتم بكل ود
خالص تحياتي
klmat
صدقت اللي زي عم محمد المفروض همه اللي يكونوا في القمة مش في القاع...
سعيد جدا بتواجدكم وتفاعلكم الكريم...
شكرا على اطرائكم العطر...
دمت بكل ود..
خالص تحياتي
البنت الشلبية
شكرا على اطرائكم الندي..
واحمد الله ان نال العمل استحسانكم...
دمتم بكل ود..
خالص تحياتي
Dr. Diaa Elnaggar
احمد الله ان نال العمل رضاكم ، وانا بصدق لا ازعل من النقد بل هوحافز عندي للتعديل والاضافة والجودة.,..
اسعدني جدا تعليقكم وتفاعلكم وتكرار زيارتكم التي تدل على اهتمام ، فجزاك الله خيرا...
دمتم بكل ود...
خالص تحياتي
العدم أمسك( بجزع) شجرة
الذاء هنا ليست زاء
صدقت في البروفايل :)
تحيتي لك
المبدع اسامه يس
دوما اقول انك مبدع عبقرى تعرف كيف تصيغ القصه و تعطيها التفاصيل المهمه بلا اطاله خارجه و بفكر مركز
فظهر عم محمد المسلم البسيط بلا تعقيد المظهر و لا كثرة الكلام و بروحه السمحه الجميله
و لمحه جميله لزمن جميل
تقديرى و احترامى
يهودى ومسيحى ومسلم
كل منهم يجد خيرا فى الاخر ولكن تعقب كلمة الخير إضافة كلمة
رغم أنه
أو
بس لولا أنه
عم محمد ما استخسرش اى حاجة فى اى حد
و فضل يدى لغاية ما ساب الدنيا وحتى بعد ما سابها ..
**
عمل كعادته له عبيره الخاص و مقدمة مبهرة
تقديرى و اعجابى مبدعنا المتألق
بكيت
ابو احمد
بصدق سعدت برأيكم المحفز والمشجع على النشر، وبالفعل فكرت في الامر ولم اقدم عليه بصورة عملية ، لكن احمد الله اني وجدت من يشجعني على ذلك....
جزاك الله خيرا على هذا التفاعل وذاك الدعم
.دمتم بكل ود...
خالص تحياتي
rainbow
بت لا اجد في قاموس اللغة ما اشكركم به وما لا يدرك كله لا يترك كله، فجزاك الله خيرا على هذا التفاعل العميق وتلك الروح التي تدل على موهبة منكم وحسن فهم وعدم الوقوف على ظاهر النص...
دمت بكل ود...
خالص تحياتي
HANY YASSIN
سعدت جدا بزيارتكم وتعليقكم الكريم،
لا حرمنا الله من تكرار الزيارة
دمتم بكل ود..
خالص تحياتي
تبعثر الوقت مع قراءة المقالة .. أو القصة .. أو الحكاية .. أو التدوينة ..
قرأتها مرتين .. وأعتقد بأنني لم أشبع ..
سلمت يداك ..
أسلوب رائع في السرد
أعطى القصة لوناً و شكلاً و جسداً متكاملاً
جميل فعلا
جمال حقيقي
من غير ماكياج
إرسال تعليق