الدين: هو النص المطلق، والنص من الله، والنص قطعي(1)، ولا قطعي إلا القرآن. والمطلقات غير قابلة للتعديل أو الاستبدال ، كقوله تعالى
قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) سورة الإخلاص
وقوله تعالى
(ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما ) سورة النساء آية 48
وقوله تعالى:حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكانما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق ) سورة الحج آية 31
وقوله تعالى: (قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون ) آل عمران آية 64
وقوله تعالى: (قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون ) آل عمران آية 64
أما التشريع فهو: النص التفصيلي ، وهو تلبية من النص لحاجة الواقع الذاتي الشخصي والاجتماعي العام في زمان ومكان معين. لذلك فهو قابل للتعديل والاستبدال بتغير الواقع والزمان والمكان ( زمكانية النص ان صح التعبير).قال تعالى (وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) سورة المائدة آية 48
ليكون التدين الوجه الآخر للتشريع : فهو احتكاك المتدين وتفاعله مع النص في زمان ومكان ومناخ ثقافي معين. هذا التدين لكونه تفاعلاً للذات والمجتمع والزمان والمكان مع النص التفصيلي، يولد عادة مصادراً غير نصية ( عادات وتقاليد وثيقة الصلة بالتشريع التفصيلي ذاته)، يتفاعل معها المتدين بوعي أو بغير وعي ، فينتج لنا تدينا خليطاً من عادات المرء وسلوكه وبيئته، وتديناً حقيقياً لا يكاد يلحظ وهو مغلف بكثافة الإشعاع الذاتي والثقافي والمكاني(2). هذا التدين قد يكون هيناً إذا اقتصر على زمانه ومكانه، حتى وان أدى الاحتكاك والتفاعل إلي تفاوت في فهم النص والتعبير عنه ( الفقه) أو كمظهر سلوكي ( كطقوس) حتى وان طبق خطأ، حيث الأثر الناتج محدود بالزمان والمكان المتفاعل مع النص التفصيلي ذاته. لكن المشكلة الجوهرية تكمن في الذهنية المتدينة بصفة عامه، وهي مشكلة تنقسم إلي شقين،
شق يغرق فيه العقل المتدين بصورة شبه كلية وهي مشكلة تأبيد التدين السابق ، تأبيد تدين السلف ليحكم تدين الخلف، ليحكم حياة الخلف ، ليكره الواقع الجديد أن يعود ويتوقف عن الحركة ليلبي أحكام الماضي، ويحدث ذلك عبر عملية التدوين، أي تدوين ما جاء به السلف، ليحكم وقائع وملابسات الخلف، سواء كان هذا التدوين مادياً مكتوباً / عبر التدوين الفقهي والحديثي، أو تدويناً معنوياً عبر نقل السلوكيات والزمان والمكان السابق وإكراه الواقع المختلف على التماشي معه. أما الشق الثاني الذي يتعامل معه العقل المتدين بحذر وخوف اشد، فهو التعامل مع التشريع ذاته أو كما أسلفنا النص التفصيلي، الذي هو تلبية للواقع، وهذا الحذر وليد انه نص ثابت قطعي الثبوت (3)
فهل يمكن أن يُستغنى عنه، فلا نقول تعطيلاً له، حيث التعطيل يعني أن النص قابل للتطبيق وعطل تنفيذه، بل نقول أن النص التفصيلي ذاته، لم تعد شروطه متوفرة، فقد كان تلبية لزمان ومكان وملابسات أخرى، لم تعد مستساغة في زماننا، علماً بأن التشريع قابل للتغيير ، بصفة عامة، إن الواقع الجديد فرض على أن يكون للظهار حكماً آخر، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفذ حكم الماضي،وسمع الله قول المرأة ، وبدل الحكم الذي كان سائداً. (4)ألا يعني ذلك أن الدين هو المطلقات والقيم العليا، وان التشريع والتدين،ليس سوى متغيرات، لا ينبغي أن تشغلنا عن الأصل الأسمى، كما انها ليست غاية في ذاتها، ولا ينبغي أيضاً أن تترك للسلف حيث واقعهم المختلف،سواء صح ما فعلوه وحكموا به وطبقوه في زمانهم، ام لم يصح.والله أعلم.
ليكون التدين الوجه الآخر للتشريع : فهو احتكاك المتدين وتفاعله مع النص في زمان ومكان ومناخ ثقافي معين. هذا التدين لكونه تفاعلاً للذات والمجتمع والزمان والمكان مع النص التفصيلي، يولد عادة مصادراً غير نصية ( عادات وتقاليد وثيقة الصلة بالتشريع التفصيلي ذاته)، يتفاعل معها المتدين بوعي أو بغير وعي ، فينتج لنا تدينا خليطاً من عادات المرء وسلوكه وبيئته، وتديناً حقيقياً لا يكاد يلحظ وهو مغلف بكثافة الإشعاع الذاتي والثقافي والمكاني(2). هذا التدين قد يكون هيناً إذا اقتصر على زمانه ومكانه، حتى وان أدى الاحتكاك والتفاعل إلي تفاوت في فهم النص والتعبير عنه ( الفقه) أو كمظهر سلوكي ( كطقوس) حتى وان طبق خطأ، حيث الأثر الناتج محدود بالزمان والمكان المتفاعل مع النص التفصيلي ذاته. لكن المشكلة الجوهرية تكمن في الذهنية المتدينة بصفة عامه، وهي مشكلة تنقسم إلي شقين،
شق يغرق فيه العقل المتدين بصورة شبه كلية وهي مشكلة تأبيد التدين السابق ، تأبيد تدين السلف ليحكم تدين الخلف، ليحكم حياة الخلف ، ليكره الواقع الجديد أن يعود ويتوقف عن الحركة ليلبي أحكام الماضي، ويحدث ذلك عبر عملية التدوين، أي تدوين ما جاء به السلف، ليحكم وقائع وملابسات الخلف، سواء كان هذا التدوين مادياً مكتوباً / عبر التدوين الفقهي والحديثي، أو تدويناً معنوياً عبر نقل السلوكيات والزمان والمكان السابق وإكراه الواقع المختلف على التماشي معه. أما الشق الثاني الذي يتعامل معه العقل المتدين بحذر وخوف اشد، فهو التعامل مع التشريع ذاته أو كما أسلفنا النص التفصيلي، الذي هو تلبية للواقع، وهذا الحذر وليد انه نص ثابت قطعي الثبوت (3)
فهل يمكن أن يُستغنى عنه، فلا نقول تعطيلاً له، حيث التعطيل يعني أن النص قابل للتطبيق وعطل تنفيذه، بل نقول أن النص التفصيلي ذاته، لم تعد شروطه متوفرة، فقد كان تلبية لزمان ومكان وملابسات أخرى، لم تعد مستساغة في زماننا، علماً بأن التشريع قابل للتغيير ، بصفة عامة، إن الواقع الجديد فرض على أن يكون للظهار حكماً آخر، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفذ حكم الماضي،وسمع الله قول المرأة ، وبدل الحكم الذي كان سائداً. (4)ألا يعني ذلك أن الدين هو المطلقات والقيم العليا، وان التشريع والتدين،ليس سوى متغيرات، لا ينبغي أن تشغلنا عن الأصل الأسمى، كما انها ليست غاية في ذاتها، ولا ينبغي أيضاً أن تترك للسلف حيث واقعهم المختلف،سواء صح ما فعلوه وحكموا به وطبقوه في زمانهم، ام لم يصح.والله أعلم.
الهامش
(1) أي ينبغي أن يكون قطعياً في الثبوت لكي يكون ملزماً / فظني الثبوت لا يغني من الحق شيئا.
(2) بفرض انطباق شروط النص التفصيلي على الواقعة
(3) من القرآن فقط (كالحدود مثلاً ) (4)(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير) سورة المجادلة آية 1
(2) بفرض انطباق شروط النص التفصيلي على الواقعة
(3) من القرآن فقط (كالحدود مثلاً ) (4)(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير) سورة المجادلة آية 1
هناك 8 تعليقات:
اولا حمد الله على سلامتك
بجد كانت وحشانا اوى ابداعاتك
بالنسبة لموضوع فهكذا دائما وابدا اسلوبك السلس فى ايصال المعنى واتضاح المضمون وليت استاذى العزيز من يقتطف من الآيات القرآنية ويسن عليها تشريعات لخدمة أهوائه الشخصية يعلم ان الدين الصحيح هو المعاملة ومانزلت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم الا ليتمم مكارم الأخلاق
مودتى وإحترامى
وكل عام وأنت بالف خير
بجد بجد بجد بجد جدا يعني... حمدًا لله على سلامتك
كل سنه وانت طيب
كل سنه وانت مبدع
كلمتين فيهما الشفا والله يا أسامة
الدين حق والاسلام حق
والله فوق الكل حق
سبحانه وتعالي عن كل شئ
تقبل مروري
مع احترامي .."أستغرب بشدة" فكرة النص المطلق..
ولا أزعم أن كثيراً من القرآنيين أكثر تشدداً وجموداً فيما يخصه عن أعتى السلفيين تشدداً في السنة..
المطلقات كما أراها هي ثوابت الدين بشكل عام..
الثوابت التي تتعلق بالعقيدة ، والعبادات ، وأساسيات المعاملات القائمة على العدل وحماية النفس والعرض والمال و..و... و... وهي ما يسميها البعض بـ"المقاصد العليا للتشريع"..وتدخل فيها أيضاً أحكام "التحريم" و "التجريم"..
حتى إن اختلف على تفسير قطع يد السارق تبقى السرقة في الإسلام عملاً مجرماً.. وطالما العمل مجرم (بضم الميم وفتح وتشديد الراء) يعني له عقوبة .. زي ما في القانون الوضعي..
حتى تفسير الآيات نسبي..
ونسبي للغاية..
ومشكلة القرآنيين الكبرى أن بعضهم ينادي بإلغاء فكرة "التفسير" نفسها قاصرين إياها على استنتاج "ظاهري" لمعنى النص القرآني .. وهو الاكتشاف المذهل الذي توصل إليه قبلهم المتطرفون الذين اكتفوا بتفسير بضعة آيات خطوا على أثره خطهم الدموي..
القطعية التامة للنص التي تتحدث عنها تعني "منطقياً" قطعية معنى النص .. مع احترامي طرح أجد صعوبة عقلية كبيرة في فهمه..
بمعنى..
كيف بقي القرآن الكريم لقرون كاملة بلا تفسير موثق؟
وكيف يختلف المفسرون فيما بينهم في محاولة فهم النص القرآني؟
وكيف اختلف الفقهاء على مر العصور في تفسير نفس النصوص ونفس الآيات؟
فهم اللغة هو ما يحكم .. وهو فهم متغير وليس ثابت إلا في الثوابت..فهمه أشخاص يعلمون أساسيات اللغة جيداً جداً واختلف فهمهم لها باختلاف الزمان والمكان والبيئة وأشياء أخرى..
وفهم اللغة -المتغير- أمر حتمي في ذاته لكي نفهم القرآن الكريم.. وحتمي لكي تستمر حركة تفسير القرآن الكريم ويستمر تقديم أفهام متغيرة بتغير الزمان والمكان دون تغير "الثوابت" الأساسية سابقة الذكر..
أتمنى أن أكون قد أوصلت الفكرة بشكل صحيح..
اخي الكريم/ قلم جاف
طرحت عدة أسئلة ثم أجبت عنها...
لكني اسمح لي أن احدد أمرا ربما لم أوفق في شرحه...
المطلقات يا اخي هو ما لا يختلف عليها موحد قط...
فكل مسلم موحد فقيها كان او غير ذلك لا يختلف على أن الله واحد.. وأن قيم الأخلاق من اساسيات الدين...
فإذا كان ثمة اختلاف في الفهم لاي سبب بما فيه اللغة التي ذكرتها خرج الأمر من المطلقات إلى المتغيرات.. وبالتالي وبعد هذا التوضيح أراك تضع كثيرا من المتغيرات داخل المطلقات.. ففهم كيفية تطبيق الحدود وفهم المحرم والمندوب والمكروة وووووو يخضع لفهم كل فقيه وكل مذهب على حدة... وبالتالي هي ليست مطلقات...
دمت بكل ود...
خالص تحياتي
عفواً..
"كيفية تطبيق الحدود" أمر متغير..
لكن التجريم والتحريم أمور ثابتة سواء ما حرم في القرآن (الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله والخمر والميسر...) أو بنص الحديث (الرشوة ، الغش ...)
الشيء المحرم فقط هو المحرم دينياً فقط دون تحويله إلى فعل مُجَرَّم .. جريمة يعني.. زي الكذب في ذاته..
أما الشيء المجرم فدة الفعل اللي يعد جريمة وليه عقوبة..
وفي القانون الوضعي هناك قاعدة شهيرة جداً هي أن لكل فعل مجرَّم عقوبة يُعَاقَب بها..
ممكن ناس كتير تختلف على حد الزنا ، لكن الزنا ثابت في الإسلام كجريمة ، وليها عقاب.. إيه العقاب؟ هوة اللي بيختلف عليه الفقهاء ما بين اللي شايف ظاهر النص أو اللي شايف شيء تاني..
اليومين دول بقى فيه ناس بيصل بيها الشك لفكرة "التجريم"..
أما الفهم اللغوي فهو كما أسلفت فهم متغير لما هو خارج الثابت تماماً.. وهو عملية يجب أن تستمر إلى قيام الساعة دون أن تكون قاصرة على زمن بعينه..
وتبقى الحاجة طبقاً لمتغيرات هذا الزمان لتفسير جماعي ملحة..
http://eldeenweldenameet.blogspot.com/2007/09/blog-post_18.html
والله أعلم..
إرسال تعليق