21 ديسمبر 2008
خالص الشكر والتحية
20 أكتوبر 2008
سلمــان الكعبوري
سلمان الكعبوري لم يضجر قط من مزاحنا، لم يثر قط من تندرنا عليه، لا لبلادة في الطبع، بل لرقة في القلب، وبلاهة عذبة في الوجدان
حين كان يمر عليه علي بسيارته الفيت القذرة على حد تعبيره ، كان سلمان يطل بكعبوريته من شرفة منزله في الطابق الثالث، ليصرخ فيه ضاحكاً: "علي عليوه يالي ضرب الزوميره يالي زومرتك بمبي ياللي"، ثم يتباطأ في النزول، لا عمداً بل طبعاً وتكويناً وبلاهة في آن،وكان علي يقسم في كل مرة ألا ينتظره ثانية، ثم ينتظره ألف مرة بعدها مع ألف قسم آخر ،وألف ألف سبة ولعنة أخرى
سلمان كان أحياناً يختفي عن الأنظار، حتى نظن أن لا عودة، وحين نسأله يجيب: رزقت قطتي بخمس قطط ، نقول ضاحكين ثم: يقول هذا يكفي
وحين يعود نسأله : يجيب عصفور فر من القفص، وكنت حزيناً عليه
وحين يعود مبتسماً كونه تجاهل نداءات علي وسبابه يقول : "مهوه أصله لو كان يبطل شتومه كنت نزلت" ثم يضحك في طفولة حالمة
سلمان كان يصر أن يلعب معنا في الفريق، وكان هذا أمراً مستحيلاً بكل المقاييس، فكعبوريته لا تقف حائلاً وسداً منيعاً لأن يلعب فقط، بل قد تمتد لتقف حائلاً لأن يشاهد ويشجع، لكن حين بكى سلمان كالأطفال، نعم حدث حين رفضنا أن يشارك، قررنا بالإجماع أن يكون حارساً لمرمى الفريق، وحين اصطدمت رأسه الكعبورية بالقائم، ضج الملعب ضحكاً ، حتى سلمان قام مسروراً بعدما أنقذ هدفاً وإن اصطدمت رأسه،وإن مليت شباكه بسبعة أهداف لا مرد لهم
سلمان راح يشرح لنا في بلاهة، أنه لم يكن السبب في الهزيمة ، وأنه ضحى برأسه فداء للمرمى ، مما أدى إلى ثورة غضب عارمة من طارق، أدت إلى اختفاء سلمان لمدة طالت، وإن عاد
عاد سلمان ليخبرنا أنه اكتشف أن طارق يشبه الفأر تماماً ، لم يكن سلمان يضحك هذه المرة،بل كان يتحدث بثقة الباحث العلمي المتيقن من نتائج بحثه, وأصبح طارق يلقب بالفار
لكننا جميعاً حين باغتنا سلمان قائلاً : لقد أعددت العدة للسفر، لم نفهم قصده، بل لم نعر كلامه مصداقية، بل لم نصدق
وحين تكررت نداءات علي بسيارته الفيت القذرة، وتمكن اليأس من قلوبنا، ولم يعد الأمر غياباً يطول ثم عودة، جاء النبأ عبر رسالة خليجية المصدر لهاتف طارق المحمول يقول فيها سلمان: أنا هنا أيها الفأر ، ويضحك كأنا نراه، مفتقدكم جميعاً، سلامي للجميع
كم من السنين مرت لا أدري، وفر منا شبابنا، لكن سلمان لم يعد يطل، ولم يعد يعود
وحين عاد محمولاً من هناك ، صرخنا في حرقة وبكينا ، وقت لا ينفع بكاء، كم كنا نحبك يا سلمان
12 أكتوبر 2008
والله إن في القلب روحاً
قالت : أيهما أسبق قلت : الدين
لم أرها بعدها دهراً ، لكن ذات صدفة لمحتها في ندوة وقد تكور بطنها، وعلمت فيما بعد أنها أنجبت طفلة
قالت: وهي توسد شعر حفيدتها،ارفع صوتك ، لم يعد ثمة سر
أومأت متسائلاً ؟
قلت: مبتسماً أتعرفين الله قالت : نعم والله،ثم أشارت في أعماق كل منا براءة هذه الطفلة
16 سبتمبر 2008
رسالة اعتذار
التي كنت كانت محقة ، التي كانت، كانت مجروحة
ذلك أن الطيور يا صديقتي كل الطيور، لا يدور بقلبها البته، أن ثمة قناص يصوب
وذلك بأنه لم يدر بخلده البته، أن العصفورة الوديعة،قد تستحيل نسراً جارحاً بين ليلة وضحاها
4 أغسطس 2008
جزاكم الله خيرا على السؤال
24 يونيو 2008
سلمى ام عبد الله
خلع الشيخ طاهر ملابسه إلا ما بطن منها، والتفت صوب السرير ، لكن زوجته سلمى على عكس المعتاد، وقد شعرت بوجوده، أطبقت على جفنيها أكثر، سائلة الله أن يصرف عنها الشيخ، وإلا لعنتها الملائكة حتى تصبح
واقترب الشيخ وحاول إيقاظها فهمست : إني متعبه ، فذكرها بلعنات الملائكة فهمست : ارجوك، فذكرها بحديث آخر قائلاً :أما سمعت قوله صلى الله عليه وسلم : إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور
لكن سلمى التي كانت متعبة حقاً، والتي كانت تعلم أنها لن تقبل لها صلاة مادم زوجها غاضباً عليها، كانت متعبة حقاً، ولكونها متعبه حقاً مرتين ، فلم تفلح كل محاولات الشيخ طاهر في إيقاظها ، فكان أن خلع ما بطن من ملابسه، وكان ما كان عنوه
في الظهيرة صعد الشيخ طاهرأيوب إلى المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد:-
فحديثي اليوم عن النساء ، النساء وما أدراكم ما النساء ،قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" نعم صدقت يا حبيبي يا رسول الله، صدقت يا نبي الله ، وحدث ما أنبأت به ،فصرن كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة
وراح يصرخ وينذر ويزيد ويتوعد ملقياً ما ألقاه ليلاً على أذن سلمى من أحاديث، ثم قال: وانظروا ماذا قال عنهن ابن عباس رضي الله عنهما : لم يكن كفر من مضى إلا من قبل النساء، وهو كائن كفر من بقي من قبل النساء
في الطابق الثاني من الجامع جلست أم عبد الله مع حشد النسوة المتشحات بالسواد جميعاً، إلا واحدة،جلسن يستمعن للشيخ، خاشعات منصتات، تائبات مستغفرات عما تقدم ، متمنيات العفو عما تأخر، وكانت الواحدة التي لا تشاركهن الخشوع، تتبسم غيظاً من كلام الشيخ، وعقم حديثه، فكن ينظرن إليها بتوعد وغضب ثم يتمتمن في حسرة ، مستغفرات خاشعات، للشيخ طاهر منصتات، وكاد الأمر يمر بسلام بين استغفارات وابتسامات وزفرات ،لولا أن الشيخ طاهر لم يكتف بما سبق، بل تمطى بصلبه وأردف قائلاً :جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، أنا فلانة بنت فلان، قال: (قد عرفتك، فما حاجتك؟).قالت: حاجتي إلى ابن عمي فلان العابد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قد عرفته)،قالت: يخطبني، فأخبرني ما حق الزوج على الزوجة، فإن كان شيئا أطيقه تزوجته، وإن لم أطق لا أتزوج . قال: (من حق الزوج على الزوجة، أن لو سالت منخراه دما، وقيحا، وصديدا، فلحسته بلسانها ما أدت حقه، لو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، إذا دخل عليها لما فضله الله عليها) قالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت في الدنيا
هنا صرخت التي لم تشاركهن العويل، بصوت رج أنحاء المسجد ، فسمعه الشيخ الهمام ، ومن حوله من الرجال ، صرخت قائلة: أي عبث هذا ؟! هذا كلام فارغ، ما أنزل الله به من سلطان
فتحولت الزفرات الى ضربات ولكمات، وعلت الأصوات وتمازجت، وصاح رجل من الجالسين الصمت الصمت، نحن في بيت الله ، أكمل يا شيخنا أكمل
وكأن الصدمة قد عقدت لسان الشيخ، فأكمل الخطبه في عجالة وضيق وحنق، ولم تنس أم عبد الله بعدما سكن الأمر قليلاً ،أثناء إقامة الصلاة، أن تذكرهن بموعد المحاضرة التي تلقيها عليهم عصر كل جمعة، فتمتمن خاشعات، حانقات على التي انزوت حتى إذا فرغت من صلاتها قامت مهرولة، وهي تقول: خذوا نصف دينكم من هذا الحمار، والنصف الآخر من هذه الحمارة
15 يونيو 2008
هاجس ليلي
تسترق السمع ليلاّ
سمعت النبأ العظيم
لذت بالفرار
اصطدمت قدماك النحيفتان
بصفيحة قمامة
كدت أن تقع
خشيت أن يسمعك الناس
لكنك ابتعدت
ابتعدت
تاركا أذنيك المتسلقتين هناك
بعد عام أو نصف عام عدت
اختلف الأمر عن السابق كثيرا
احترتَ في أمرك
قلت مندهشا : أين أذناي ؟
قلت: في سرك ما لم اسمعه
قلت أيضاً : لم يكن الأمر سوى خدعة
23 مايو 2008
الطائر المحلق
همهم وهو يحدق في ذاته، إذا ليست المشكلة في انانية او ذاتية او نرجسية ذاك الطائر ذو التحليق الأحادي، أجابت وقد أسرت النجوى ، بعدما تكشف لها بعض سر من أسراره: نعم، المشكلة في إما أو ، وإذا استبعدنا إما، فلن يكون أمامنا من خيار إلا أو ،قال وقد تبسم ضاحكاً من نجواها: المشكلة يا صديقتي تكمن في التناقض الصارخ بين السعي المطلوب، وبين قول جدتي : أن من خرج من داره قل مقداره
حين ذاك أدركت حجم المأساة بوضوح، وقد تجلى لها سره المخفي كاملاً، وحين بلغ تعاطفها مداه،قالت: لم يتبق سوى أو
8 مايو 2008
عم محمد الساعاتي...
الذي سافر بعيدا . أبعد من الأفق . حل به التعب . قال : الدهر . قال : التراب . بكى قال : العدم أمسك بجذع شجرة . سقط . قال : الألم . الذي حل
به التعب كان عظيما . ابتعد حيث لا أراه . صوت ذو شجن أخبرني أنه راحل إلى الأبد
قال باكياً وهو يلملم الزمان المبعثر حوله بحسرة وأسى : تعيش يبني
عم محمد الساعاتي، صاحب الدكانة الصغيرة لتصليح الساعات والتي بالكاد تستوعب أدوات التصليح، رجل رائع وديع، لم تكن تفارقه الابتسامة، وهو الذي طحنته الأيام طحناً
عم محمد الساعاتي وهب ساقه اليمنى للوطن، في حرب الاستنزاف، واتكأ على عصى،كنا نتآمر عليها في الصغر فنخطفها لنضحك، فكان يضحك قائلاً: "اليهود أخدوا رجلي هستخسر فيكم العصاية" ، ثم يصرخ منادياً: العصاية يا ولاد الكلب، فقط كي يضاحكنا ولا يحرمنا حلاوة المؤامرة
عم محمد ذاك الرجل الذي تخطى السبعين ببضع سنين، كان إذا ضحك ضحكت قلوبنا نحن الشباب الملتف حوله يسمع من حكاياته حكايات
حبيت في شبابك يا عم محمد
يااااااه يبني، ويسعل ضاحكاً بفم خال الا من سنة فضية قص علينا حكايتها مراراً ويقول: تصدقوا يا ولاد ان أول بنت حبتها كانت بنت يهودية
وحين يلاحظ الدهشه على الوجوه ، ويلاحظ أن أبصارنا اتجهت صوب الساق المبتورة، يضحك بفرحة طفل ، ويتمهل في الحكي كمل يا عم محمد ازاي دا حصل
كانت بنت صاحب المحل اللي كنت بشتغل عنده زمان أوي، بنت ميخائيل جاكوب السعاتي، دا كان اشهر سعاتي في البلد كلها ، الشارع دا كان اسمه في الاساس شارع يعقوب الساعاتي، وتغير بعد العدوان الثلاثي لشارع الساعاتي ، كنت لسه صغير يا ولاد ، بس والله يا ولاد جاكوب دا كان راجل طيب، رغم انه يهودي ابن كلب، حين يقول عم محمد ذلك نضحك جميعاً من مفارقة التناقض
عم محمد الذي سب اليهودي جاكوب، لم يكن يحمل ضغائن من ذلك النوع ابداً
لم أكن تجاوزت السادسة من عمري حين تشبثت ممسكاً بالساعة باكياً لوالدي: وحياة العدرا يا بابا تشتريلي الساعة دي، حاول والدي باللين ان ينحيني عن رغبتي ، وأن يشرح لي أن هذه الساعة ليست للبيع ، هذه ساعة زبون، ولما استيأس مني ، ولم يجد مني استجابة،لطمني لطمة على وجهي فوقعت، فضمني عم محمد الى صدره معاتباً والدي في رقة، ثم أهداني ساعة بعقارب، وأقسم ألا يأخذ مقابلاً ، وكنت من حين لآخر أذهب له فيعلمني كيف أتعرف على الوقت، عم محمد قال لي يوماً: حين بدأ الشد والجذب اللاهوتي بيني وبين اقراني المسلمين : يا مينا يا بني كلنا عيال الله
عم محمد الذي لم تكن تفارقة الابتسامة ، دكت شرطة المرافق كوخه الصغير ، فتبعثر الوقت في أرجاء المكان
ولسه بتحبها يا عم محمد
يضحك بقلب شفاف شجي، يا بني اذا توقفت بطارية الساعة في ايدك ، اياك تفكر ان الزمن قد توقف
عم محمد الذي لم تشفع له تضحياته، ولم يشفع له الكبر، ترك الدنيا ورحل، نعم تركها ورحل، نعم تركها ورحل
1 مايو 2008
محمد محمود العدوي/أفندم
تقدم الرائد محمد محمود العدوي بخطى عسكرية واثقة، وعلى بعد متر ونصف المتر توقف أمام القائد بثبات،ملقياً التحية العسكرية
*****
تخرج محمد محمود العدوي من الكلية الحربية سنة 1996م، بتقدير عام جيد جداً،ألحق بأكثر من بعثة تدريبية في الخارج ،اجتازها بتفوق مبهر
لم يقتصر العدوي على مجاله العسكري فقط، كما هي عادة طلبة وخريجي الكليات العسكرية، بل كان على قدر لا بأس به من الإطلاع والثقافة
العدوي كان أسمر البشرة،متوسط القامة_ أو على وجه الدقة إلى الطول أقرب_،مفتول العضلات في غير تكلف،كانت في ملامحه وسامة وان بدت ممزوجة بحدة الصلابة العسكرية
*********
في المساء استقل القطار عائداً إلى بيته،فراح يسابق الزمن في لهفة وشوق للقاء زوجته الشابة نور . ستة أشهر يا نور لم ألتق بك ، ستة أشهر ولم أرتو من رحيق شفتيك،ستة أشهر يا فتاتي ولم أر عينيك السوداويين،إن خمسة أيام فقط كانت هي كل ما قضيناه من شهر العسل، بالطبع يا فتاتي لم تكن كافية أبداً، ولكن ماذا كان عساي أن أفعل...؟
********
أولج المفتاح في الباب،وراح يضرب الجرس في آن ، همت نور لتفتح،لكنه كان قد سبقها،حين رأته صرخت في فرحة،وقفزت إليه كقطة رقيقة،لم تصدق نفسها،هو لم يخبرها أنه قادم، أراد أن يرى فرحة المفاجأة في عينيها،ألقى بحقيبته على الأرض،وتعانقا طويلاً اعتصرها بقوة ،حتى ذابت بين يديه،أفلتت منه،بغنج ودلال قالت: "مش كنت تقول يا حبيبي كي أعد لك ما لذ وطاب من الطعام" تأملها بابتسامة وقال : أنت كل ما أشتهيه من الطعام والشراب يا أميرتي .لم تدم السعادة إلا يومين وتم استدعاءه في عجالة، وكانت تلك أخر سعادة يحظيان بها
لم تكن خطى الرائد محمد محمود العدوي إلى مكتب التحقيقات خطى واثقة ثابتة هذه المرة ،بل كانت خطواته مرتعشة مهزوزة، فهذه أول مرة يتعرض فيها للتحقيق ، أخذ يقول في نفسه أي مصيبة جنتها يداك يا محمد ..؟
اسمك ...؟
محمد محمود العدوي
سنك ..؟
33 سنة
الرتبة العسكرية ..؟
رائد
بحكم اشتراكك في إعداد الخطة (606أ) فأنت مطلع على فحواها كاملة، أليس كذلك ؟
بلي سيدي
أخذ المحقق نفساً عميقاً ونفثه ثم قال : الخطة على جهاز الكمبيوتر الخاص بك ؟
نعم ولكنها مشفرة ولها رقم سري لا يعرفه إلا أنا، والمقدم أحمد رضوان
ما هي حدود علاقتك بالجندي المجند عبد الهادي صبري المهدي؟
علاقة رئيس بمرؤوسيه ؟
ما هي أخر مهمة أوكلتها إليه؟
إصلاح عطل الشبكات الداخلية للقسم، بحكم تخصصه في الاتصالات والشبكات
متى كان ذلك ؟
قبل أجازتي الأخيرة بيوم واحد
هل لاحظت عليه ميول إسلامية متطرفة ؟
رغم أن الدين لم يكن ليشغل الرائد محمد العدوي كثيراً، لكن الدين رغم كل شيء كامن في اللاوعي عنده،ولم يتسرب من وعيه بالكلية، فكان يصلي أحياناً، ويضيع غالباً،
لذلك استفزته صياغة السؤال على هذا النحو، فأجاب مستنكراً : إسلامية متطرفة، ماذا تعني بالضبط ؟
عدل المحقق من صياغة السؤال وكأنه تنبه أقصد ميول متشددة متطرفة؟
إذا كانت إقامة الصلوات في أوقاتها تطرفاً وتشدداً، فهو إرهابي حتى النخاع فقد كان حريصاً على ذلك جداً
حدق المحقق فيه بغيظ ، وسأله قائلاً : هل دار بينكم أي نقاش أو أي حوار خارج نطاق المأموريات المكلف بها ؟
نعم كان يحدث ذلك بصورة نادرة أثناء فترات الراحة ، كان يدعوني أحيانا أن أصلي معه ، وكنت أحياناً أفعل،كانت أخلاقه تجبرني على احترامه
لم يعد الرائد محمد يعرف هل بات يدافع عن نفسه، أم عن الجندي عبد الهادي، ثم عن ماذا يدافع في الأساس؟ ما الأمر ؟ تشتت ذهنه ، وبدا التوتر يظهر جليلاً في نبرات صوته ، لم يعد يتذكر مما دار بينه وبين عبد الهادي من نقاش إلا مقولة عبد الهادي التي كان يرددها دائماً ( لابد لنا أن نموت ، فلكل أجل كتاب، ولابد لنا أن نعود، فلكل شيء ميعاد)
ولماذا لم تخبر القيادة بذلك ...؟
لأني لم أر في تصرفاته ما يدعو للشك أو الريبة في أمره ، ما الأمر يا سيدي ؟ فقد بت مشتتاً ، وغير قادر على استيعاب الأمر
بعد ثلاث ساعات متواصلة من التحقيق أجاب العميد جمال بهاء الدين بسخرية وغضب في آن انها كارثة يا سيادة اللواء محمد محمود العدوي كارثة، ثم أردف لقد فك الجندي عبد الهادي الشفرة الخاصة بالخطة (606أ) من على جهاز الكمبيوتر الخاص بك ، وقام بإرسالها عبر الميل لجهة مجهولة، وهرب من الخدمة العسكرية ، هل فهمت الآن حجم الكارثة
تمتم الرائد بكلمات هو ذاته لم يفهمها لكن العميد باغته قائلاً: بناء على إهمالك الجسيم، وعدم إخطارك القيادة بشأن تصرفات ذاك الجندي، مما ترتب عليه تسريب معلومات عسكرية سرية في غاية الخطورة ، فأنت مبدئياً وإلى أن نتثبت أنك لم تكن شريكاً معه
مفصول نهائياً من الخدمة ، ممنوع من السفر مدة ست سنين ، حجبت عنك مكافأة نهاية الخدمة
*********
بات مذاق كل شيء مراً عسراً على الهضم، وارتدت الدنيا عباءة قاتمة السواد حالكة، وانطفأت مصابيح السماء، وكأن الليل أمسى سرمدا، حاول جاهداً أن يلتمس من زوجته نور نوراً ، لكن الصدمة كانت فوق الاحتمال
**********
بعد حوالي سنة ونصف تقريباً ، دوى انفجار رهيب هز الأرض هزا،قتل خمسون وقيل أكثر ، وجدوه هناك صريعاً، وقد تشرذم إلى أشلاء، قال شهود عيان: إن احدهم كان يردد أثناء فراره: ( لابد لنا أن نموت ، فلكل أجل كتاب، ولابد لنا أن نعود، فلكل شيء ميعاد)
3 أبريل 2008
الخروج من الجنة....
طلبت شاي
فقال متحدياً قدرتي على الصبر: أظن أن بها علباً من السجائر الفاخرة التي ما ان يشربها المرء لا يظمأ بعدها أبداً، ثم تمهل مخففاً من سخريته، تاركاً للنادل فرصة وضع كوب الشاي وفنجان القهوة وزجاجة المياة المعدنية، التي سكب بعضها بمجرد ان اهتزت الطاولة؛ لاصرار النادل على فتحها خشية ألا تمتد ايدينا اليها
بعد الرشفة الأولى قال بسخرية من يخبئ في صدره هماً يثقله : تعرف يا صديق الطفولة السابق، شيخ الدين محمد بن نصر الدين حالياً، أنكم سبب المصايب اللي في الدنيا كلها، انتم مش ناويين تبطلوا خطب ابداً، يخرب بيوتكم يا أخي زي ما خربتوا بيتي
تخيل بعد ستاشر سنه بتقولي نطلق
هنا أدركت حجم المشكلة ، وحجم المأزق الذي أنا فيه ، أدركت ان استفزازه لي منذ البداية استفزاز مغتاظ مهموم، لا استفزاز ساخر، لعنت زوجتي في سري ، فهي السبب الرئيس فيما أنا فيه الآن، وقلت أترى أبواب السماء كانت مفتوحة حين دعى، لكنه لم يمهلني حين انفجر باكياً، فتذكرت الطفولة والصبى، تذكرت بعضاً من شبابي الأول، أياماً كنت قد كبتها كي لا تطفو على السطح من جديد، تذكرت أمجد الانسان الطموح، أمجد الثائر اليساري القديم ، تذكرت نادية زميلتنا الرائعة ، التي تمنينا جميعاً ان تكون لنا زوجه ففاز هو بقلبها وفازت هي به
جذبتني طفلتي نور من ظهري، فالتفت ،فإذا زوجتي على ناصية الشارع تنتظر، ربت على كتفيه، وحين هممت أن أغادر ، وقد أمسكت نور بكفي ، وسرنا قليلاً للأمام، تركت نور كفي وعادت وقالت في أسى: انت بتعيط ليه يا عمو
21 مارس 2008
الذي كان يحب......
قلت بحزم : لا تفعل شيئاً، وانتظر، ولأنه كان يراني صخرة متحركة على قدمين، لا أرى في الفتاة إلا عينين وشفتين ونهدين وفخذين، حدق في للحظات ، وقال: الغلط غلطي أنا، كان علي ان أحدث انساناً له قلب، حاولت أن اشرح له بصبر لا يتناسب مطلقاً ورد فعل صخرة هُزم فريقها للتو، لكنه لم يمهلني وانطلق
بعد تلك الواقعة بأسبوع تقريباً، طرق أذنه النبأ العظيم، كنا في كافتريا الجامعة حين قالت هدى بخبث موجه: "عرفتم مش نهال اتخطبت لمحمود ناصر المعيد"
منذ ذلك الحين وأنا اسمعه يردد أن ديكارت كان عبقرياً
8 مارس 2008
دين القلب أم دين اللسان / غاية ام وسيلة
خطب معاوية الناس قائلا " : ( إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ، وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون ) ( 1)
ان معاوية هنا يقسم بالله انه ما قالتهم ليصلوا ولا ليصوموا . ولم قاتلتهم اذن؟
الإجابة: لأتأمر عليهم. ثم يرد الأمر لله، والناس كارهون
ان معاوية يعلن لهم صراحة ويقسم لهم بالله ان الامر ليس امر دين ، ومع ذلك اختاره الله لهم غصبا وكرها
اذن فقد حضر الدين ليثبت أركان الأسرة الحاكمه، فلم يأت معاوية/ الحاكم لتكون شعائر ونسك وحدود، كمفهوم ضيق للدين، أو اضافة الى ذلك تقى وتآلف كمفهوم أعم واوسع
أي ان الخليفة / الملك / الحاكم أياً كان المسمى، لم يكن ملكاً ليقيم الدين، بل جاء الدين ليقم له الملك او ليساعده على اقل تقدير في أن يكون حاكما على رقاب الناس وهم له كارهون
إذن الدين كان وسيلة، والمال كان وسيلة، لتثبيت السلطان ، واللفظ اختلف باختلاف العصر، وإلا بأي نص في كتاب الله وسنة نبيه ، أُمر معاوية ان يقاتل الناس حتى يسودهم ويكون عليهم ملكاً
ثم انظر الى قوله حين قُتل الأشتر مسموماً : إن لله جندا من العسل
اصبح السم جندا من جنود الله
ثم انظر له وقد نسى الثأر الذي زعم، والدم الذي طالب : قال ابن عبدربه ( 140 ) : قدم معاوية المدينة بعد عام الجماعة ، فدخل دار عثمان بن عفان ، فصاحت عائشة ابنة عثمان ، وبكت ، ونادت أباها : واعثماناه ، تحرض بذلك معاوية على القيام بطلب ثأره
انه هنا يتحدث واعظاُ يتحدث ناصحاُ اميناً ، هنا يقصد اللفظ وما ينتج عنه من أثر ، فليس اللفظ هنا كما السابق محض ثقافة فروق توقيت
ولننظر لقول الحجاج في خطبه لأهل الكوفة لنوقن أن استخدام اللفظ الديني كان محض ثقافة، وكان الدين حاضراً على الدوام ليثبت الحاكم لا ليكون قيماً عليه: والله لأحْزِمَنَّكُمْ حزم السّلَمة، ولأضربنّكمِ ضربَ غرائب الإِبل، فإنكم لكأهل قريةٍ كانتْ آمنةً مُطْمَئِنةً يأتيها رزقُها رَغَداً من كلِّ مكانٍ فكفرتْ بأنْعُم الله فأذاقَها اللهُ لباسَ الجوع والخوفِ بما كانوا يصْنَعون، وإني والله ما أقولُ إلا وَفَّيتُ، ولا أَهُمُّ إلا أمضيَتُ، ولا أخْلقُ إلا فَرَيْت"
انه يقسم كما اقسم معاوية من قبل بالله ، ثم يتوعد ، ثم يقتبس تالياً الآية، ويختم بتوعد مقسما بالله أنه ما يقول والا ووفى، وكأني به يتلو قول الله تعالى: "كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".سورة الصف آية 3
ثم ها هو عبد الملك بن مروان يوصي به خيرا وهو على فراش الموت : ومرض عبدالملك بن مروان مرضه الذي هلك فيه، وعهد بالخلافة من بعده الى ولده الوليد، وأوصاه بالحَجاج خيراً، وقال له: وانظر الحَجّاج فأكرمه، فإنه هو الذي وطّأ لكم المنابر، وهو سيفك يا وليد، ويدك على من ناواك، فلا تسمعن فيه قول أحد، وأنت إليه أحوج منه إليك. وادع الناس إذا مت الى البيعة، فمن قال برأسه هكذا، فقل: بسيفك هكذا...»(3)
اذن فالبطش هو السيد هنا ، والمنبر لا للوعظ ، بل يتجاوز حدود الوعظ، ليكون وسيلة اعلامية وطدت بفضل الحجاج لتثبيت الأركان
(1): تاريخ ابن كثير ، ج 8 ص 131
(2):" العقد الفريد" (4\88-89
(3): تاريخ الخلفاء للسيوطي : 220
1 مارس 2008
الفقير الشحاذ
صوت الضفادع ليس كلونها . لم يكن يتفلسف . لكني لم افهمه بعد . أقول: في الحقيقة هو غير مفهوم على الإطلاق . لكن على أي حال ظل لسنوات يقبلني كل صباح وهذا يكفي
هوة
عندما أخبروها أن طفلها الوحيد غرق في البئر أصابها عمى وشلل مؤقت . أما أنا فكنت أحاول إنقاذ هذا الصوت المبطن بالغبار الذي جاء من حفرة سحيقة يطلب الإغاثة. كنت حينها طفلا . حذرتني الخادمة ذات النهد البرونزي من الاقتراب من الحفرة . قالت أن تتوهم . قلت أنت كاذبة. عندما نام الجميع صحوت . بحثت عن حبل . اقتربت . لففته حول ساعدي وحول جسدي وساقي . انبطحت أرضا . رميت بالحبل . قلت للصوت أمسك بالحبل وتسلق . جذبني الصوت بقوة فهويت . استنجدت بها . قالت : تحمل نتيجة عملك
الذي سافر بعيدا . أبعد من الأفق . حل به التعب . قال : الدهر . قال : التراب . بكى قال : العدم أمسك بجذع شجرة . سقط . قال : الألم . الذي حل
به التعب كان عظيما . ابتعد حيث لا أراه . صوت ذو شجن أخبرني أنه راحل إلى الأبد
الفقير الشحاذ ينظرالي في وداعة. اقترب . طلب الإحسان. لم اعره انتباهاً . يمد يده للمرة الثالثة. يدعو الله لي بالستر جهراً. وبالفقر سراً.
الفقير الشحاذ ينظر لي في حقد. أمد يدي في جيبي الخاوي وأخرج آخرجنيه معي أطلب منه في وداعة ان يتكرم علي بنصفه. الفقير الشحاذ يعدني بذلك . ثم ينصرف
9 فبراير 2008
المنتقبة والصليب المتدلي
البعوضة التي تمص دمي بشغف أتركها تفعل . هي تحتاج إلى غذاء . وأنا قررت التصدق بدمي لها ، ولكن يوم أن طلب مني دم لصديقي وقررت التبرع له ، أخبرني الطبيب أن دمي فاسد لا يصلح
المنتقبة المتلفعة بالسواد تقود سيارتها المرسيدس بمهارة فائقة . تقف بمحاذاتي بمهارة هي الأخرى فائقة. تسأل المركز الطبي من فضلك . عندما تلمح الصليب المتدلي على صدري تنزعج . خيٌل لي ذلك . أجيب مستعيناً بذاكرتي، يميناً ثم يساراً ثم . تفهم أني لا أعرف المكان
21 يناير 2008
سُكر
بعضاً من خمر
بعضاً من سكر
بعضاً من دفء
معتقاً بالياسمين
****
لا تضني علي بقبلة
لا تضني علي بضمة
فكل سهم من سهامك
يا فتاتي كل سهم
مستقر في قلبي الحزين
********
وهبي لي ثورة وجنونا
جامحاً
وروحاً سابحة وصلاة
وأنينا من دموع الخاشعين
وناياً عازفاً
وحطاماً من قلوب العاشقين
******
صدقيني يا فتاتي
لا تناقض
صدقيني
ان للشعراء دينا
غير دين العالمين
****
كل ذنب يغفره ربي
كل ذنب
إلا ذنب شاعر
أو ذنب شيطان لعين
9 يناير 2008
جارية سوداء كانت ...؟
2 يناير 2008
العقل المشرعن بالشريعة العاقلة.....
( العقل ) . إذ أن العقل هو الأداة المسيطرة على النوازع والرغبات والأفكار والسلوكيات وكل المتناقضات التي أشرت إليها ، والعقل هو المهيمن عليها ، اقصد ( من الواجب أن يكون هو المهين عليها ) ، ولما كان العقل هو مناط التكليف ، والإنسان ما حمّل الرسالة وكلف بالفرائض إلا لأنه يملك هذا العقل ، كان لزاما أن من يملك العقل يملك حمل الرسالة ومن لا يملكه لا يملك حملها ، فهذا العقل الذي ملكه الإنسان هو الميزان الذي يفاضل بين الأمور ويرجح بينها ، وهذه هي وظيفته التي خلق من أجلها ، فالمجنون لا يملك العقل ( آلة التفكير ) وهو بالتالي لا يميز بين الأمور ولا يفاضل بينها، ولا يتدبر فيها، فيصل بناء على مقدمات ونتائج إلى الأصلح والأفضل من بين تلك الأمور ، ولكن إذا افترضت أن مجنوناً ( صدق في قوله ) (وكذب عاقل في قوله ) هنا نقول: في هذا الافتراض أن المجنون عندما صدق في قوله لم يكن يستطيع إلا أن يصدق ، وحتى لو كان كذب في قوله فهو لا يستطيع إلا أن يكذب، فهو لم يفكر لماذا نطق فصدق ؟ ولماذا إذا قال هذا الكلام سمي كلامه كذبا ، بينما العاقل على خلاف ذلك تماما ، فهو يصدق بتفكيره ويكذب بتفكيره، وهنا قد يقول قائل إذن العقل لا يستطيع أن يصل إلى الحقيقة فهو قاصر مادام قد يصل إنسان بعقله إلى الكذب أو إلى غيره من الأخطاء ..أقول له وأجزم بأن: ( كل فكرة أو تصرف أو قول بعيد عن الهوى هو نتاج التعقل)أي نتاج عملية التفكير المبني على مقدمات ونتائج ، فالعاقل إذن إذا كذب لم يكن يحسن عملية التعقل أي التفكير بينما ( عقله ) غير قاصر عن هذا التفكير، وبالتالي فهناك فرق بين ( العقل ) كآلة أو وسيلة لا تخطئ لأنها مناط التكليف ، تحملت عبء الرسالة ، ولا بد لها أن تكون كاملة غير قاصرة لأنها ستحمل رسالة من رب العزة وهي رسالة كاملة .. والناقص لا يحمل كامل ...أما التعقل وهو ( العملية الفكرية المبنية على المقدمات والنتائج البعيدة كل البعد عن الهوى ) مصداقا لقوله تعالى
والإنسان قد يصل بتعقله أي بتفكيره وبعده عن الهوى إلى قيم الحق وقد لا يصل ، لأن الإنسان لا يستطيع أن يجمع كل الأدلة وكل وجوه الحقيقة في آن واحد ( أي لا يستطيع أن يجمع كل المقدمات الصحيحة ويدخلها إلى عقله فينتج نتائج صحيحة بل قد يدخل مقدمات يظن أنها صحيحة وهي ليست كذلك رغم بعده عن الهوى فينتج نتائج غير صحيحة ) ولذلك كان لابد من شريعة من رب العزة تكمل عملية التعقل وتصل بها إلى ( الكمال التعقلي )أي الكمال الفكري( فالشريعة منحت العقل كل المقدمات الصحيحة والعقل بناء على ذلك لن ينتج إلا نتائج صحية).. والعقل والشريعة متحدان لا تضاد بينهما على وجه الإطلاق وإذا حدث وقال أحد أن هناك تضاد بينهما نكون بين أمرين :- إما أن يكون تعقله غير صحيح أي مبني على مقدمات غير صحيحة وبالتالي ينتج العقل نتائج غير صحيحة ( بافتراض البعد عن الهوى) ..- أو أن يكون ما نسب إلى الشريعة ليس منها في شيء، أي ما بنى تعقله عليه وافترض انه من الشريعة ليس من الشريعة بل دخيل عليها ...وقد يسأل سائل هذا السؤال إذا كنت تقول أن العقل كامل وغير قاصر فلماذا لا يصحح ما يدخل إليه من مقدمات غير صحيحة ؟؟؟!أقول إذا كان على العقل أن يصحح المقدمات لينتج نتائج صحيحة لكان ذلك خطأ في العقل ذاته وذلك للآتي :لو وضعت في آلة حاسبة أن 1+1= 3ثم وجدتها من ذاتها أثناء ما كنت تجري العملية الحسابية تصحح لك هذا الخطأ
ويصبح الناتج1 +1= 2 لكانت هذه الآلة فاسدة