
المحض منافق حين رآني أظهر امتعاضاً مصطنعاً وراح يؤنبني ، راح ينعق بالسباب عالياً، يقسم أن الفصل مسألة وقت
في كل زيارة لأحد الكروش المتخمة يصبح أحدنا ضحية نفاقه، لكنه نسي أنني متهور إلى حد الجنون ، نسي أن الأمر في هذه المرة مختلف، وربما يكون عذره الوحيد أنه لم ير المطواة التي أخبئها ، وكيف يراها وهي مخبوءة في قرار مكين ، حقا سيراها وهي تتعامل مع كرشه المنتفخ ، حقا ستسطر على جبهته أبيات شعر من دماء باردة ، تخلد ذكراه شهيدا في سبيل العمل ، وخدمة الوطن، أو تراه يعلم أن ملك الموت استأذن ربه لينزل للأرض حيث الوقت قد أزف ؟!. لو كان يعلم هذا ما ظل ينعق في وجهي ، بل ربما ترجاني ونافقني، ولعن الحزب وأهله.
عبده سنجة أكد لي أن المطواة إذا ما فتحت لابد أن تظفر بالدم، وإلا لحق العار بصاحبها، وكيف أرضى لنفسي العار ، سأخرج المطواة وأطعنه
صفعته على وجهي آلمتني حقاً، لكن المطواة كما هي لم يتحرك لها ساكن ، طرده لي من مكتبه تزفني لعناته وعيون الموظفين حدث فعلا ً، لا أنكر هذا ، لكن المطواة لم يتحرك لها ساكن ، قراره بالفصل أصبح حقيقة ، والمطواة لم يتحرك لها ساكن
صرت بلا عمل ولا مصدر رزق، والمطواة لم يتحرك لها ساكن ، مخبوءة في قرار مكين، لم يحن وقت خروجها بعد.
أكد لي الدكتور النفساني أني لا أحمل مطواة، وأنها رغبة مكبوتة في الانتقام ، حين وجدوه مسجى في دمائه . صرخت الممرضة هذا المجنون قتله. في اليوم التالي سطرت أبياتاً من الشعر على جبهة المنافق المحض تخليداً لذكراه في خدمة العمل والوطن والحزب ، الغريب أن منى أقسمت لي أني لا أحمل مطواة ، وأن علي أن استجيب لنصائح الدكتور . وأني لم أقتل أحداً . كنت أحبها بجنون ، هي الوحيدة التي تستحق أن تعرف أين تختبئ المطواة . استأذن ملك الموت ربه وهبط الأرض في عجالة . كشفت لها عن صدري، حين رأت المطواة مستقرة في قلب كلف ملك الموت بقبض نبضاته . صرخت . لم يمهلني ملك الموت أن أعرف المزيد